المهام
"ها أنتم قد جربتم الصيام وأدركتم ماذا يعني أن يكون المرء جائعا. والآن، هلا فكرتم بعمق ما هو حال أولئكم الذين ليس لديهم ما يدفئهم في منازلهم؟ هل بوسعكم المشي دون أحذية في يومٍ ما، وأن تطأوا بأقدامكم الحافية الجليد والثلج كي تعلموا ما هو حال من يمشون دوماً حافيي القدمين في الوحل والثلوج؟ هل بمقدوركم ترك نوافذ منازلكم مفتوحة على مدى يومٍ واحد كي تعلموا كيف يكون حال من يعيش في بيت ليس فيه نوافذ؟ هل تستطيعون الخروج إلى الشارع من دون معطف في أحد أيام الشتاء القارس، فقط لمعرفة ما هي معاناة أولئكم الذين لا يمتلكون معطفا؟ ما دامت معدة أحدكم ممتلئة فلن يعلم شيئاً عن أوضاع من يتضورون جوعاً، وما دامت منزل أحدكم دافئة فلن يدرك مدى معاناة من يعيشون وليس لديهم ما يوقدون عليه، وما دمتم تنتعلون الأحذية الراقية وتنعمون بالملابس السميكة فلن تكون لديكم أدنى فكرة عن حال من يسير حافي القدمين ومن دون كساء.
هلا أشبعتم الجوعى عسى أن تهفو إليكم الجنة. هلا كسوتم العراة عسى أن يمن الله عليكم بالكسا في يومٍ لا ريب فيه، يوم يقوم الناس وكلهم عراة! هلا أحسستم بظروف كل من فقدت عاءلها وكل اليتامى، فقد يأتي يوم تصبح فيه أسركم من دون عائل ويصبح وأولادكم أيتام! فدوام الحال من المحال، ولا أحد منا يعلم كيف سيكون غده؛ فرُب غنيٍ اليوم قد تؤول ثروته إلى زوال، وكم من حقيرٍ اليوم قد يعتلي أرقى مراتب الرفعة والشرف."