المساعدات التي قدمتها مؤسسة وقف الواقفين في البوسنة
أعمال الإغاثة في البوسنة:
خرجت مؤسسة وقف الواقفين العالمية إلى الوجود في 6 أغسطس 1992. وبدأت، كغيرها من المنظمات الأخرى، في الاستجابة للكوارث، من حيث تقديم الإغاثة اللازمة. كان أول مشروع إغاثة تقوم به المؤسسة في الحرب التي دارت رحاها في البوسنة، التي كانت في السابق جزءا من يوغوسلافيا السابقة.
مشاركتنا في تلك الحرب شملت تقديم المعونة الإغاثية على مدى ثلاث سنوات، اعتبارا من آب/ أغسطس 1992 وحتى تموز/ يوليو 1995. في آب/ أغسطس 1992، قدمنا 31 حاوية (أي حوالي620 طنا) من المواد الغذائية. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 1992، قدمنا ثماني حاويات أخرى (160 طناً) من البطانيات والملابس الدافئة وأكياس النوم. وشُحنت جميع هذه العناصر من جنوب أفريقيا إلى تركيا، ثم إلى كرواتيا لتصل إلى البوسنة.
لقد عملنا بالتعاون مع الحكومة البوسنية لتسهيل توزيع جميع ما لدينا من الإمدادات الإغاثية لهم. وفي عام 1993 قمنا بتصميم وتطوير أول مستشفى متنقل في العالم، في مدينة موستار البوسنية. هذا المستشفى الفذ كان فريدا في هندسته في جنوب أفريقيا، وحتى الآن ما يزال هو الوحيد من نوعه في العالم. ولقد أشاد صحفي في شبكة (CNN) بهذا المستشفى الذي انتقل من جنوب أفريقيا إلى البوسنة، وأنه يتساوى مع أفضل مستشفيات أوروبا، من حيث كفاءة وجودة الخدمات الطبية التي يقدمها. كان هذا في عام 1993، ويعتبر النموذج الأولي. المستشفى تلقى إشادة واعترافا دوليا. وانتقل المستشفى من ديربان في جنوب أفريقيا، إلى ميناء تريستا في إيطاليا، على متن السفينة البحرية الجنوب أفريقية "اوتينيكا", وتحملت حكومة جنوب أفريقيا تكلفة الانتقال. ومن تريستا أرسلت السفينة المستشفى المتنقل إلى ميناء بلوتشي في كرواتيا، على نفقة المؤسسة.
تم إنقاذ آلاف الأرواح. تم إجراء العديد من العمليات وعولج الآلاف من ضحايا الحرب في البوسنة، بل إن مئات الأطفال الرضع ولدوا في هذا المستشفى. كان عدد الحاويات المتصلة بالمستشفى المتنقل 28 حاوية. المستشفى المتنقل يتوفر له مولد كهربائي وسيارة إسعاف خاصة وحافلة خاصة للمرضى. الحاويات كانت وحدات قائمة بذاتها تضم المرافق التالية:
مسرحين، وحدة للعناية المركزة، وحدة للأشعة سينية، وحدة لمعالجة الحروق، وحدة للعلاج الطبيعي، وحدة للإصابات، عنابر لمعالجة كسور العظام، وحدة للعيادات الخارجية، وحدة لطب الأسنان، وحدة للتعقيم، وحدة لحاضنات الأطفال، وغيرها من الوحدات والعنابر الطبية اللازمة.
تم بناء جدار رصاصي في وحدة الأشعة السينية، بهدف منع التسرب الإشعاعي إلى خارجها، وبالتالي منع تعرض المرضى للأشعة السينية. كما بنيت غرفة مظلمة في هذه الوحدة مخصصة لوضع أفلام الأشعة السينية بشكل فوري وسريع.
قدمت المؤسسة عشر حاويات (تزن 200 طن) من لوازم النسخ الاحتياطي، بما في ذلك أفلام الأشعة السينية، والأدوية والسوائل الوريدية، وأدوات خياطة الجروح، ومواد وأدوات التخدير، وغيرها من اللوازم الطبية، للتأكد أن المستشفى مكتف ذاتيا لستة أشهر على الأقل، بكل ما يمكنه من تقديم مختلف الأدوية والخدمات الطبية. في عام 1995 قدمت المؤسسة مساعدات إضافية لأسر ضحايا مجازر سربرنيتشا.