ليبيا
مؤسسة وقف الواقفين تـُعيد الاجئين الأفارقة
جاءوا مسرعين إلى طابور التفتيش وقد امتزجت فيهم أحاسيس الحيرة والحماس والعاطفة. الرحلة إلى باكامو كانت على وشك الإغلاق في غضون 10 دقائق. لقد وصلوا متأخرين، بعد أن سافروا لمدة 11 ساعة خلال الليلة الماضية من مخيم الاستقبال بالقرب من جربة في تونس، حيث كانت قد تقطعت بهم السبل لعدة أيام، ومثلهم آخرون يـُقدرون بعدة آلاف، في ظل ماضي مخيف وحاضر كئيب ومستقبل غامض. ولكن البهجة العارمة غطت على ما فيهم من القلق والتعب، فلقد أصبحوا أخيراً في طريقهم إلى وطنهم وأسرهم. كان هؤلاء هم لاجئو مالي الذين فروا من الاضطرابات في ليبيا عبر الحدود الغربية مع تونس.
ثم تحولت الإثارة إلى حالة من الإحباط، إذ أن الوزن الإجمالي لمجموعة من الأغراض كانت تمثل وزن زائد بمقدار 600 كلغ وبتكلفة قيمتها 9,000 دولار. كيف يمكن ترك هذه الأشياء؟ إنها كل ما يملكون، إنها جل ما اكتسبوه طوال حياتهم. لقد تحدثت العينان عما في النفس من آلام، "رجاءً، رجاءً يكفي."
وقد قمنا بالواجب مع موظفي الخطوط الجوية التونسية في المطار، الذين كانوا على درجة عالية من المثالية في صبرهم ورحمتهم وتفهمهم وطبيعتهم الإنسانية.
وإذا بهم يركضون نحو بوابات الصعود إلى الطائرة وإلى الحرية وهم متشبثون بما لديهم من مقتنيات صغيرة.
وقد علق ممثلو الحكومة على هذه مبادرة لإعادة اللاجئين إلى وطنهم بالقول إنها الأولى على مستوى العالم من قبل منظمة غير الحكومية خلال الأزمة الليبية. وشعرنا بالتواضع الشديد جراء هذا الاعتراف، ليس لأننا كنا الأوائل، ولكن لأننا (باعتبارنا أفارقة نمثل جنوب أفريقيا) استجبنا لإخواننا من الأفارقة - رجالاً ونساءً وأطفالا - الذين لولا ما قمنا به لعاشوا بلا أمل.
كانت تلك هي أول دفعة تقوم مؤسسة وقف الواقفين بإعادتهم إلى وطنهم، وكان عددهم 40 لاجئا. غداً ستكون الدفعة التالية من 12 مغادرة إلى موريتانيا. في وقت لاحق من نفس اليوم، سوف تنطلق إحدى رحلات الطيران التونسي، التي استأجرتها مؤسسة وقف الواقفين، وعلى متنها 160 لاجئ سوداني إلى الخرطوم برفقة ممثلينا. وكان قد تم تنسيق هذا الجهد بالكامل بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة وسفارات بلدان أولئك اللاجئين ووزارة الخارجية التونسية ومنظمة المؤتمر الإسلامي.
في غضون ذلك، تم توزيع مساعدات أساسية أخرى بقيمة 10 آلاف دولار في رأس جيدر، حيث يقع المعسكر الأصلي لهؤلاء اللاجئين.